فصل: ضماد الأزدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


 الطفيل بن عمرو

ابن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي وكان له حلف في قريش قال كان الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة فقدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى اليه رجال من قريش فقالوا يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته إنما نخشى عليك وعلى قومك مثل ما دخل علينا فلا تكلمه ولا تسمع منه قال الطفيل فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه فغدوت الى المسجد وقد حشوت أذني كرسفا يعني قطنا فرقا من أن يبلغني شيء من قوله حتى كان يقال لي ذو القطنتين قال فغدوت يوما الى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة فقمت قريبا منه فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله فسمعت كلاما حسنا فقلت في نفسي واثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته فمكثت حتى انصرف الى بيته ثم اتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت معه فقلت يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا للذي قالوا لي فوالله ما تركوني يخوفوني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لأن لا أسمع قولك ثم إن الله أبى إلا أن يسمعنيه فسمعت قولا حسنا فاعرض علي أمرك فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا عليه القران فقال لا والله ما سمعت قولا قط أحسن من هذا ولا أمرا أعدل منه فأسلمت وشهدت شهادة الحق فقلت يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم الى الإسلام فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه فقال اللهم اجعل له اية قال فخرجت الى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم فتحول النور فوقع في رأس سوطي فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق فدخل بيته قال فأتاني أبي فقلت له إليك عني يا أبتاه فلست مني ولست منك قال ولم يا بني قلت إني أسلمت واتبعت دين محمد قال يا بني ديني دينك قال فقلت فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم ثم أتتني صاحبتي فقلت لها إليك عني فلست منك ولست مني قالت ولما بأبي أنت قلت فرق بيني وبينك الإسلام إني أسلمت وتابعت دين محمد قالت فديني دينك قلت فاذهبي الي حسي ذي الشرى فتطهري منه وكان ذو الشرى صنم دوس والحسي حمى له يحمونه وبه وشل من ماء يهبط من الجبل فقالت بأبي أنت أتخاف على الصبية من ذي الشرى شيئا قلت لا أنا ضامن لما أصابك قال فذهبت فاغتسلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت ثم دعوت دوسا الى الإسلام فأبطأوا علي ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقلت يا رسول الله قد غلبتني دوس فادع الله عليهم فقال اللهم اهد دوسا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن أبي سلمة قال قال أبو هريرة قيل يا رسول الله ادع على دوس فقال اللهم اهد دوسا وأت بها رجع الحديث الى حديث طفيل قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج الى قومك فادعهم وارفق بهم فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ومضى بدر وأحد والخندق ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم من قومي ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس ثم لحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين وقلنا يا رسول الله اجعلنا ميمنتك واجعل شعارنا مبرورا ففعل فشعار الأزد كلها الى اليوم مبرور قال الطفيل ثم لم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله مكة فقلت يا رسول الله ابعثني الى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه فبعثه إليه فأحرقه وجعل الطفيل يقول وهو يوقد النار عليه وكان من خشب يا ذا الكفين لست من عبادك ميلادنا أقدم من ميلادك أنا حششت النار في فؤادك قال أخبرنا عارم بن الفضل قال حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن إسحاق أن الطفيل بن عمرو كان له صنم يقال له ذو الكفين فكسره وحرقه بالنار وقال يا ذا الكفين لست من عبادك ميلادنا أقدم من ميلادك أنا حشوت النار في فؤادك رجع الحديث الى حديث الطفيل الأول قال فلما أحرقت ذا الكفين بان لمن بقي ممن تمسك به أنه ليس على شيء فأسلموا جميعا ورجع الطفيل بن عمرو الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان معه بالمدينة حتى قبض فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فجاهد حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها ثم سار مع المسلمين الي اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فقتل بن الطفيل بن عمرو باليمامة شهيدا وجرح ابنه عمرو بن الطفيل وقطعت يده ثم استبل وصحت يده فبينا هو عند عمر بن الخطاب إذ أتي بطعام فتنحي عنه فقال عمر ما لك لعلك تنحيت لمكان يدك قال أجل قال والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك فوالله ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب فقتل شهيدا‏.‏

 ضماد الأزدي

من أزد شنوءة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خارجة بن عبد الله وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال قدم رجل من أزد شنوءة يقال له ضماد مكة معتمرا فسمع كفار قريش يقولون محمد مجنون فقال لو أتيت هذا الرجل فداويته فجاءه فقال له يا محمد إني أداوي من الريح فإن شئت داويتك لعل الله ينفعك فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمد الله وتكلم بكلمات فأعجب ذلك ضمادا فقال أعدها علي فأعادها عليه فقال لم أسمع مثل هذا الكلام قط لقد سمعت كلام الكهنة والسحرة والشعراء فما سمعت مثل هذا قط لقد بلغ قاموس البحر يعني قعره فاسلم وشهد شهادة الحق وبايعه على نفسه وعلى قومه فخرج علي بن أبي طالب بعد ذلك في سرية الى اليمن فأصابوا إداوة فقال ردوها فإنها إداوة قوم ضماد ويقال بل أصابوا عشرين بعيرا بموضع فاستوفوها فبلغ عليا أنها لقوم ضماد فقال ردوها إليهم فردت إليهم‏.‏

 بريدة بن الحصيب

ابن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى وأسلم فيمن انخزع من بطون خزاعة هو وأخوه مالك وملكان ابنا أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر وهو ماء السماء وكان بريدة يكنى أبا عبد الله وأسلم حين مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم للهجرة قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني هاشم بن عاصم الأسلمي عن أبيه قال لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة فانتهى الى الغمم أتاه بريدة بن الحصيب فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الإسلام فأسلم هو ومن معه وكانوا زهاء ثمانين بيتا فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فصلوا خلفه قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني هاشم بن عاصم الأسلمي قال حدثني المنذر بن جهم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم بريدة بن الحصيب ليلتئذ صدرا من سورة مريم وقدم بريدة بن الحصيب بعد أن مضت بدر وأحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فتعلم بقيتها وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من ساكني المدينة وغزا مغازيه بعد ذلك قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال أمر رسول الله بأسارى المريسيع فكتفوا وجعلوا ناحية واستعمل بريدة بن الحصيب عليهم قال محمد بن عمر وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فتح مكة لواءين فحمل أحدهما بريدة بن الحصيب وحمل الأخر ناجية بن الأعجم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بريدة بن الحصيب على أسلم وغفار يصدقهم وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد غزوة تبوك الى أسلم يستفزهم الى عدوهم ولم يزل بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقيما بالمدينة حتى فتحت البصرة ومصرت فتحول إليها واختط بها ثم خرج منها غازيا الى خراسان فمات بمرو في خلافة يزيد بن معاوية وبقي ولده بها وقدم منهم قوم فنزلوا بغداد فماتوا بها قال أخبرنا هاشم بن القاسم أبو النضر الكناني قال حدثنا شعبة قال حدثنا محمد بن أبي يعقوب الضبي قال حدثني من سمع بريدة الأسلمي من وراء نهر بلخ وهو يقول لا عيش إلا طراد الخيل الخيل قال أخبرنا فهد بن حيان أبو بكر القيسي قال حدثنا قرة بن خالد السدوسي عن أبي علاء بن الشخير عن رجل من بكر بن وائل لم يسمه لنا قال كنت مع بريدة الأسلمي بسجستان قال فجعلت أعرض بعلي وعثمان وطلحة والزبير لأستخرج رأيه قال فاستقبل القبلة فرفع يديه فقال اللهم اغفر لعثمان واغفر لعلي بن أبي طالب واغفر لطلحة بن عبيد الله واغفر للزبير بن العوام قال ثم أقبل علي فقال لي لا أبا لك أتراك قاتلي قال فقلت والله ما أردت قتلك ولكن هذا أردت منك قال قوم سبقت لهم من الله سوابق فإن يشأ يغفر لهم بما سبق لهم فعل وإن يشأ يعذبهم بما أحدثوا فعل حسابهم على الله‏.‏

 مالك ونعمان ابنا خلف بن عوف

ابن دارم بن عنز بن وائلة بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي بأسمائهما ونسبهما هكذا وقال كانا طليعتين للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقتلا يومئذ شهدين فدفنا في قبر واحد‏.‏

 أبو رهم الغفاري

واسمه كلثوم بن الحصين بن خلف بن عبيد بن معشر بن زيد بن أحيمس بن غفار بن مليك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أسلم بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وشهد معه أحدا ورمي يومئذ بسهم فوقع في نحره فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق عليه فبرأ فكان أبو رهم يسمى المنحور قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن الحارث عن عبيد بن أبي عبيد عن أبي رهم الغفاري قال كنت ممن أسوق الهدي وأركب على البدن في عمرة القضية قال محمد بن عمر وبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير من الطائف الى الجعرانة وأبو رهم الغفاري الى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة له وفي رجليه نعلان له غليظتان إذ زحمت ناقته ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو رهم فوقع حرف نعلي على ساقه فأوجعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجعتني أخر نعلك وقرع رجلي بالسوط قال فأخذني ما تقدم من أمري وما تأخر وخشيت أن ينزل في قران لعظيم ما صنعت فلما أصبحنا بالجعرانة خرجت أرعى الظهر وما يومي فرقا أن يأتي للنبي عليه السلام رسول يطلبني فلما روحت الركاب سألت فقالوا طلبك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إحداهن والله فجئته وأنا أترقب فقال إنك أوجعتني برجلك فقرعتك بالسوط وأوجعتك فخذ هذه الغنم عوضا من ضربتي قال أبو رهم فرضاه عني كان أحب إلي من الدنيا وما فيها قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا رهم حين أراد الخروج الى تبوك الى قومه يستفزهم الى عدوهم وأمره أن يطلبهم ببلادهم فأتاهم الى مجالهم فشهد تبوك جماعة كثيرة ولم يزل أبو رهم مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة يغزو معه إذا غزا وكان له منزل ببني غفار وكان أكثر ذلك ينزل الصفراء وغيقة وما والاها وهى أرض كنانة‏.‏

 عبد الله وعبد الرحمن

ابنا الهبيب من بني سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وأمهما أم نوفل بنت نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي أسلما قديما وشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وقتلا يومئذ شهيدين في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة‏.‏

 جعال بن سراقة الضمري

ويقال الثعلبي ويقال إنه عديد لبني سواد من بني سلمة من الأنصار وكان من فقراء المهاجرين وكان رجلا صالحا دميما قبيحا وأسلم قديما وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أسامة بن زيد عن أبيه قال قال جعال بن سراقة وهو يتوجه الى أحد يا رسول الله إنه قيل لي إنك تقتل غدا وهو يتنفس مكروبا فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده على صدره وقال أليس الدهر كله غدا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد العزيز عن عاصم بن عمر بن قتادة قال كان جعيل بن سراقة رجلا صالحا وكان دميما قبيحا وكان يعمل مع المسلمين في الخندق فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غير اسمه يومئذ فسماه عمرا فجعل المسلمون يرتجزون ويقولون سماه من بعد جعيل عمر وكان للبائس يوما ظهر فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول من ذلك شيئا إلا أن يقول عمر قال أخبرنا محمد بن عمر قال فحدثني يزيد بن فراس الليثي عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال وجعل جعيل يقول مع المسلمين سماه من بعد جعيل عمر وهو يضحك مع المسلمين فعرفوا أنه لا يبالي قال محمد بن عمر هو جعال بن سراقة فصغر فقيل جعيل وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرا ولكن هكذا جاء الشعر عمر وشهد أيضا جعال المريسيع والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم بالجعرانة من غنائم خيبر فقال سعد بن أبي وقاص يا رسول الله أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وأشباههما مائة مائة من الإبل وتركت جعيل بن سراقة الضمري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلها مثل عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جعيل بن سراقة الى إسلامه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن عن عمارة بن غزية قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعال بن سراقة بشيرا الى المدينة بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين في غزوة ذات الرقاع‏.‏

 وهب بن قابوس المزني

أقبل ومعه بن أخيه الحارث بن عقبة بن قابوس بغنم لهما من جبل مزينة فوجدا المدينة خلوفا فسألا أين الناس فقالوا بأحد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين من قريش فقالا لا نسأل أثرا بعد عين فأسلما ثم خرجا حتى أتيا النبي صلى الله عليه وسلم بأحد فيجدان القوم يقتتلون والدولة لرسول الله وأصحابه فأغاروا مع المسلمين في النهب وجاءت الخيل من ورائهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل فاختلطوا فقاتلا أشد القتال فانفرقت فرقة من المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذه الفرقة فقال وهب بن قابوس أنا يا رسول الله فقام فرماهم بالنبل حتى انصرفوا ثم رجع فانفرقت فرقة أخرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذه الكتيبة فقال المزني أنا يا رسول الله فقام فذبها بالسيف حتى ولوا ثم رجع المزني ثم طلعت كتيبة أخرى فقال من يقوم لهؤلاء فقال المزني أنا يا رسول الله فقال قم وأبشر بالجنة فقام المزني مسرورا يقول والله لا أقيل ولا استقيل فقام فجعل يدخل فيهم فيضرب بالسيف حتى يخرج من أقصاهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ينظرون إليه ورسول الله يقول اللهم ارحمه ما زال كذلك وهم محدقون به حتى اشتملت عليهم أسيافهم ورماحهم فقتلوه فوجد به يومئذ عشرون طعنة برمح كلها قد خلصت الى مقتل ومثل به يومئذ أقبح المثل ثم قام بن أخيه الحارث بن عقبة فقاتل كنحو من قتاله حتى قتل فوقف عليهما رسول الله وهما مقتولان فقال رضي الله عنك فإني عنك راض يعني وهبا ثم قام على قدميه وقد ناله عليه السلام من الجراح ما ناله وإن القيام ليشق عليه فلم يزل قائما حتى وضع المزني في لحده عليه بردة لها أعلام حمر فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم البردة على رأسه فخمره وأدرجه فيها طولا وبلغت نصف ساقيه وامرنا فجمعنا الحرمل فجعلناه على رجليه وهو في اللحد ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص يقولان فما حال نموت عليها أحب إلينا من أن نلقى الله على حال المزني‏.‏

 عمرو بن أمية

ابن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وكانت عنده سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي فولدت له نفرا وشهد عمرو بن أمية بدرا وأحدا مع المشركين ثم أسلم حين انصرف المشركون عن أحد وكان رجلا شجاعا له إقدام ويكنى أبا أمية وهو الذي يروي عنه أبو قلابة الجرمي عن أبي أمية قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة في حديث رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمرو بن أمية الضمري يا أبا أمية قال محمد بن عمر فكان أول مشهد شهده عمرو بن أمية مسلما بئر معونة في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة فأسرته بنو عامر يومئذ فقال له عامر بن الطفيل إنه قد كان علي أمي نسمة فأنت حر عنها وجز ناصيته وقدم المدينة فأخبر رسول الله بقتل من قتل من أصحابه ببئر معونة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت من بينهم يعني أفلت ولم تقتل كما قتلوا ولما دنا عمرو من المدينة منصرفا من بئر معونة لقي رجلين من بني كلاب فقاتلهما ثم قتلهما وقد كان لهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمان فوداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما القتيلان اللذان خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببهما الى بني النضير يستعينهم في ديتهما قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية ومعه سلمة بن أسلم بن حريش الأنصاري سرية الى مكة الى أبي سفيان بن حرب فعلم بمكانهما فطلبا فتواريا وظفر عمرو بن أمية في تواريه ذلك في الغار بناحية مكة بعبيد الله بن مالك بن عبيد الله التيمي فقتله وعمد الى خبيب بن عدي وهو مصلوب فأنزله عن خشبته وقتل رجلا من المشركين من بني الديل أعور طويلا ثم قدم المدينة فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومه ودعا له بخير وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى النجاشي بكتابين كتب بهما إليه في أحدهما أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب وفي الأخر يسأله أن يمل إليه من بقي عنده من أصحابه فزوجه النجاشي أم حبيبة وحمل إليه أصحابه في سفينتين وكانت لعمرو بن أمية دار بالمدينة عند الحداكين يعني الخراطين ومات بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان‏.‏

 دحية بن خليفة

ابن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج وهو زيد مناة بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وأسلم دحية بن خليفة قديما ولم يشهد بدرا وكان يشبه بجبرائيل قال أخبرنا يعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالوا حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمية فقال دحية الكلبي يشبه جبرائيل وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم وعبد العزى يشبه الدجال قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن يزيد بن الوليد عن أبي وائل قال كان دحية الكلبي يشبه بجبرائيل وكان عروة بن مسعود مثله كمثل صاحب يس وكان عبد العزى بن قطن يشبه بالدجال قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن بن شهاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشبه من رأيت بجبرائيل دحية الكلبي قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر عن بن عمر عن النبي قال كان جبرائيل يأتي النبي في صورة دحية الكلبي قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثنا عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت وثب رسول الله وثبة شديدة فنظرت فإذا معه رجل واقف على برذون وعليه عمامة بيضاء قد سدل طرفها بين كتفيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع يده على معرفة برذونه فقلت يا رسول الله لقد راعتني وثبتك من هذا قال ورأيته قلت نعم قال ومن رأيت قلت رأيت دحية الكلبي قال ذاك جبرائيل عليه السلام قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي سرية وحده قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم عن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان قال قال بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن رسول الله عليه السلام كتب الى قيصر يدعوه الى الإسلام وبعث بكتابه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفعه الى عظيم بصرى ليدفعه الى قيصر فدفعه عظيم بصرى الى قيصر قال محمد بن عمر لقيه بحمص فدفع اليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في محرم سنة سبع من الهجرة وشهد دحية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد بعد بدر وبقي الى خلافة معاوية بن أبي سفيان‏.‏

 الصحابة الذين أسلموا قبل فتح مكة

 خالد بن الوليد

صاحب فلقيت عثمان بن طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة وخرجنا جميعا فأدلجنا سحرا فلما كنا بالهل إذا عمرو بن العاص فقال مرحبا بالقوم قلنا وبك قال أين مسيركم فأخبرناه وأخبرنا أنه يريد أيضا النبي صلى الله عليه وسلم ولنسلم فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أول يوم من صفر سنة ثمان فلما اطلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك إلا الى خير وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله فقال إن الإسلام يجب ما كان قبله قلت يا رسول الله على ذلك فقال اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك فقال خالد وتقدم عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة فأسلما وبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من يوم أسلمت يعدل بي أحدا من أصحابه فيما يجزيه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد موضع داره قال محمد بن عمر والمناء أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خيبر وبعد قدوم خالد عليه وكانت دورا لحارثة بن لنعمان ورثها من آبائه فوهبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأقطع منها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وعمار بن ياسر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن مصعب عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال لما كان يوم مؤتة وقتل الأمراء أخذ اللواء ثابت بن أقرم وجعل يصيح يا آل الأنصار فجعل الناس يثوبون اليه فنظر الى خالد بن الوليد فقال خذ اللواء يا أبا سليمان قال لا آخذه أنت أحق به لك سن وقد شهدت بدرا قال ثابت خذه أيها الرجل فوالله ما أخذته إلا لك وقال ثابت للناس آصطلحتم على خالد قالوا نعم فأخذ خالد اللواء فحمله ساعة وجعل المشركون يحملون عليه فثبت حتى تكركر المشركون وحمل بأصحابه ففض جمعا من جمعهم ثم دهم منهم بشر كثير فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضل عن أبيه قال لما أخذ خالد بن الوليد الراية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الان حمى الوطيس قال أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن عمير ومحمد بن عبيد الطنافسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت خالد بن الوليد بالحيرة يقول قد انقطع في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف‏.‏

 عمرو بن العاص

وأسلم لي في ديني وأما أنت يا محمد فأمرتني بالذي أنبه لي في دنياي وأشر لي في آخرتي وإن عليا قد بويع له وهو يدل بسابقته وهو غير مشركي في شيء من أمره ارحل يا وردان ثم خرج ومعه ابناه حتى قدم على معاوية بن أبي سفيان فبايعه على الطلب بدم عثمان وكتبا بينهما كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تعاهد عليه معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ببيت المقدس من بعد مقتل عثمان بن عفان وحمل كل واحد منهما صاحبه الأمانة إن بيننا عهد الله على التناصر والتخالص والتناصح في أمر الله والإسلام ولا يخذل أحدنا صاحبه بشيء ولا يتخذ من دونه وليجة ولا يحول بيننا ولد ولا والد أبدا ما حيينا فيما استطعنا فإذا فتحت مصر فإن عمرا على أرضها وإمارته التي أمره عليها أمير المؤمنين وبيننا التناصح والتوازر والتعاون على ما نابنا من الأمور ومعاوية أمير على عمرو بن العاص في الناس وفي عامة الأمر حتى يجمع الله الأمة فإذا اجتمعت الأمة فإنهما يدخلان في أحسن أمرها على أحسن الذي بينهما في أمر الله الذي بينهما من الشرط في هذه الصحيفة وكتب وردان سنة ثمان وثلاثين قال وبلغ ذلك عليا فقام فخطب أهل الكوفة فقال أما بعد فإنه قد بلغني أن عمرو بن العاص الأبتر بن الأبتر بايع معاوية على الطلب بدم عثمان وحضهم عليه فالعضد والله الشلاء عمرو ونصرته قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا هشام بن الغاز وإبراهيم بن موسى عن عكرمة بن خالد وغيرهما قالوا كان عمرو بن العاص يباشر القتال في القلب أيام صفين بنفسه فلما كان يوم من تلك الأيام اقتتل أهل العراق وأهل الشام حتى غابت الشمس فإذا كتيبة خشناء من خلف صفوفها أراهم خمسمائة فيها عمرو بن العاص ويقبل علي في كتيبة أخرى نحو من عدد الذي مع عمرو بن العاص فاقتتلوا ساعة من الليل حتى كثرت القتلى بينهم ثم صاح عمرو بأصحابه الأرض يا أهل الشام فترجلوا ودب بهم وترجل أهل العراق فنظرت الى عمرو بن العاص يباشر القتال وهو يقول ويقبل رجل من أهل العراق فخلص الى عمرو وضربه ضربة جرحه على العاتق وهو يقول أنا أبو السمراء ويدركه عمرو فضربه ضربة أثبته وانحاز عمرو في أصحابه وانحاز أصحابه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن عبد الملك عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر عن عبيد الله بن أبي رافع قال نظرت الى عمرو بن العاص يوم صفين وقد وضعت له الكراسي يصف الناس بنفسه صفوفا ويقول كقص الشارب وهو حاسر وأسمعه وأنا منه قريب يقول عليكم بالشيخ الأزدي أو الدجال يعني هاشم بن عتبة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر بن راشد عن الزهري قال اقتتل الناس بصفين قتالا شديدا لم يكن في هذه الأمة مثله قط حتى كره أهل الشام وأهل العراق القتال وملوه من طول تباذلهم السيف فقال عمرو بن العاص وهو يومئذ على القتال لمعاوية هل أنت مطيعي فتأمر رجالا بنشر المصاحف ثم يقولون يا أهل العراق ندعوكم الى القران والى ما في فاتحته الى خاتمته فإنك إن تفعل ذلك يختلف أهل العراق ولا يزيد ذلك أمر أهل الشام الا استجماعا فأطاعه معاوية ففعل وأمر عمرو رجالا من أهل الشام فقرئ المصحف ثم نادى يا أهل العراق ندعوكم الى القران فاختلف أهل العراق فقالت طائفة أو لسنا على كتاب الله وبيعتنا وقال آخرون كرهوا القتال أجبنا الى كتاب الله فلما رأى علي عليه السلام وهنهم وكراهتهم للقتال قارب معاوية فيما يدعوه اليه واختلف بينهم الرسل فقال علي عليه السلام قد قبلنا كتاب الله فمن يحكم بكتاب الله بيننا وبينك قال نأخذ رجلا منا نختاره وتأخذ منكم رجلا تختاره فاختار معاوية عمرو بن العاص علي أبا موسى الأشعري قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا منصور بن أبي الأسود عن مجالد عن الشعبي عن زياد بن النضر أن عليا عليه السلام بعث أبا موسى الأشعري ومعه أربعمائة رجل عليهم شريح بن هانئ ومعهم عبد الله بن عباس يصلي بهم ويلي أمرهم وبعث معاوية عمرو بن العاص في أربعمائة من أهل الشام حتى توافوا بدومة جندل قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عمرو بن الحكم قال لما التقى الناس بدومة جندل قال بن عباس للأشعري احذر عمرا فإنما يريد أن يقدمك ويقول أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسن مني فكن متدبرا لكلامه فكانا إذا التقيا يقول عمرو إنك صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي وأنت أسن مني فتكلم ثم أتكلم وإنما يريد عمرو أن يقدم أبا موسى في الكلام ليخلع عليا فاجتمعا على أمرهما فأداره عمرو على معاوية فأبى وقال أبو موسى عبد الله بن عمر فقال عمرو أخبرني عن رأيك فقال أبو موسى أرى أن نخلع هذين الرجلين ونجعل هذا الأمر شورى بين المسلمين فيختارون لأنفسهم من أحبوا قال عمرو الرأي ما رأيت فأقبلا على الناس وهم مجتمعون فقال له عمرو يا أبا موسى أعلمهم بأن رأينا قد اجتمع فتكلم أبو موسى فقال أبو موسى إن رأينا قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح به أمر هذه الأمة فقال عمرو صدق وبر ونعم الناظر للإسلام وأهله فتكلم يا أبا موسى فأتاه بن عباس فخلا به فقال أنت في خدعة ألم أقل لك لا تبدأه وتعقبه فإني أخشى أن يكون أعطاك أمرا خاليا ثم ينزع عنه على ملأ من الناس واجتماعهم فقال الأشعري لا تخش ذلك قد اجتمعنا واصطلحنا فقام أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس قد نظرنا في أمر هذه الأمة فلم نر شيئا هو أصلح لأمرها ولا ألم لشعثها من أن لا نبتز أمورها ولا نعصبها حتى يكون ذلك عن رضى منها وتشاور وقد اجتمعت أنا وصاحبي على أمر واحد على خلع علي ومعاوية وتستقبل هذه الأمة هذا الأمر فيكون شورى بينهم يولون منهم من أحبوا عليهم وإني قد خلعت عليا ومعاوية فولوا أمركم من رأيتم ثم تنحى فأقبل عمرو بن العاص فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن هذا قد قال ما قد سمعتم وخلع صاحبه وإني أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية فإنه ولي عثمان بن عفان والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه فقال سعد بن أبي وقاص ويحك يا أبا موسى ما أضعفك عن عمرو ومكائده فقال أبو موسى فما أصنع جامعني على أمر ثم نزع عنه فقال بن عباس لا ذنب لك يا أبا موسى الذنب لغيرك للذي قدمك في هذا المقام فقال أبو موسى رحمك الله غدرني فما أصنع وقال أبو موسى لعمرو إنما مثلك كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث فقال له عمرو إنما مثلك مثل الحمار يحمل أسفارا فقال بن عمر الى م صيرت هذه الأمة الى رجل لا يبالي ما صنع وآخر ضعيف وقال عبد الرحمن بن أبي بكر لو مات الأشعري من قبل هذا كان خيرا له قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري قال كان عمرو يقول لمعاوية حين خرجت الخوارج على علي كيف رأيت تدبيري لك حيث ضاقت نفسك مستهزئا على فرسك الورد تستبطئه فأشرت عليك أن تدعوهم الى كتاب الله وعرفت أن أهل العراق أهل شبه وأنهم يختلفون عليه فقد اشتغل عنك علي بهم وهم آخر هذا قاتلوه ليس جند أوهن كيدا منهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مفضل بن فضالة عن يزيد بن أبي حبيب قال وحدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قالا لما صار الأمر في يدي معاوية استكثر طعمة مصر لعمرو ما عاش ورأى عمرو أن الأمر كله قد صلح به وبتدبيره وعنائه وسعيه فيه وظن أن معاوية سيزيده الشام مع مصر فلم يفعل معاوية فتنكر عمرو لمعاوية فاختلفا وتغالطا وتميز الناس وظنوا أنه لا يجتمع أمرهما فدخل بينهما معاوية بن حديج فأصلح أمرهما وكتب بينهما كتابا وشرط فيه شروطا لمعاوية وعمرو خاصة وللناس عليه وأن لعمرو ولاية مصر سبع سنين وعلى أن على عمرو السمع والطاعة لمعاوية وتواثقا وتعاهدا على ذلك وأشهد عليهما به شهودا ثم مضى عمرو بن العاص على مصر واليا عليها وذلك في آخر سنة تسع وثلاثين فوالله ما مكث بها إلا سنتين أو ثلاثا حتى مات قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم الشيباني النبيل قال حدثنا حيوة بن شريح قال حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن بن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فحول وجهه الى الحائط يبكي طويلا وابنه يقول له ما يبكيك أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا أما بشرك بكذا قال وهو في ذلك يبكي ووجهه الى الحائط قال ثم أقبل بوجهه إلينا فقال إن أفضل مما تعد علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت على أطباق ثلاث قد رأيتني ما من الناس أحد أبغض الي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحب الى من أن أستمكن منه فأقتله فلو مت على تلك الطبقة لكنت من أهل النار ثم جعل الله الإسلام في قلبي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه فقلت ابسط يمينك يا رسول الله قال فبسط يده ثم إني قبضت يدي فقال ما لك يا عمرو قال فقلت أردت أن أشترط فقال تشترط ماذا فقلت اشترط أن يغفر لي فقال أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله فقد رأيتني ما من الناس أحد أحب الي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه ولو سئلت أن أنعته ما أطقت لأني لم أكن أطيق أن أملأ عيني إجلالا له فلو مت على تلك الطبقة رجوت أن أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء بعد فلست أدري ما أنا فيها أو ما حالي فيها فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا فإذا فرغتم من قبري فامكثوا عند قبري قدر ما ينحر جزور ويقسم لحمها فإني أستأنس بكم حتى أعلم ماذا أراجع به رسل ربي قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا عوف عن الحسن قال بلغني أن عمرو بن العاص لما كان عند الموت دعا حرسه فقال أي صاحب كنت لكم قالوا كنت لنا صاحب صدق تكرمنا وتعطينا وتفعل وتفعل قال فإني إنما كنت أفعل ذلك لتمنعوني من الموت وإن الموت ها هو ذا قد نزل بي فأغنوه عني فنظر القوم بعضهم الى بعض فقالوا والله ما كنا نحسبك تكلم بالعوراء يا أبا عبد الله قد علمت أنا لا نغني عنك من الموت شيئا فقال أما والله لقد قلتها وإني لأعلم أنكم لا تغنون عني من الموت شيئا ولكن والله لأن أكون لم أتخذ منكم رجلا قط يمنعني من الموت أحب الى من كذا وكذا فيا ويح بن أبي طالب إذ يقول حرس أمراء أجله ثم قال عمرو اللهم لا بريء فأعتذر ولا عزيز فأنتصر وإلا تدركني برحمة أكن من الهالكين قال أخبرنا عبيد الله بن أبي موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن معاوية بن قرة المزني قال حدثني أبو حرب بن أبي الأسود عن عبد الله بن عمرو أنه حدثه أن أباه أوصاه قال يا بني إذا مت فاغسلني غسلة بالماء ثم جففني في ثوب ثم اغسلني الثانية بماء قراح ثم جففني في ثوب ثم اغسلني الثالثة بماء فيه شيء من الكافور ثم جففني في ثوب ثم إذا ألبستني الثياب فأزر علي فإني مخاصم ثم إذا أنت حملتني على السرير فامش بي مشيا بين المشيتين وكن خلف الجنازة فإن مقدمها للملائكة وخلفها لبني آدم فإذا أنت وضعتني في القبر فسن علي التراب سنا ثم قال اللهم إنك أمرتنا فركبنا ونهيتنا فأضعنا فلا برئ فأعتذر ولا عزيز فأنتصر ولكن لا إله إلا الله ما زال يقولها حتى مات قال أخبرنا علي بن محمد القرشي عن علي بن حماد وغيره قال قال معاوية بن حديج عدت عمرو بن العاص وقد ثقل فقلت كيف تجدك قال أذوب ولا أثوب وأجد نجوي أكثر من رزئي فما بقاء الكبير على هذا قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن عوانة بن الحكم قال عمرو بن العاص يقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به قال له ابنه عبد الله بن عمرو يا أبت إنك كنت تقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فصف لنا الموت وعقلك معك فقال يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكني سأصف لك منه شيئا أجدني كأن على عنقي جبال رضوى وأجدني كأن في جوفي شوك السلاء وأجدني كأن نفسي يخرج من ثقب إبرة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن أبي يحيى عن عمرو بن شعيب قال توفي عمرو بن العاص يوم الفطر بمصر سنة اثنتين وأربعين وهو وال عليها قال محمد بن عمر وسمعت من يذكر أنه توفي سنة ثلاث وأربعين قال محمد بن سعد وسمعت بعض أهل العلم يقول توفي عمرو بن العاص سنة إحدى وخمسين قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير عن ليث عن مجاهد قال أعتق عمرو بن العاص كل مملوك له قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن من أدرك ذلك أن عمر بن الخطاب كتب الى عمرو بن العاص انظر من كان قبلك ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فأتم له مائتي دينار وأتم لنفسك بإمارتك مائتي دينار ولخارجة بن حذافة بشجاعته ولقيس بن العاص بضيافته قال أخبرنا محمد بن سليم العبدري قال حدثنا هشيم عن عبد الرحمن بن يحيى عن حيان بن أبي جبلة قال قيل لعمرو بن العاص ما المروءة فقال يصلح الرجل ما له ويحسن الى إخوانه‏.‏

 عبد الله بن عمرو بن العاص

ابن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم وكان لعبد الله بن عمرو من الولد محمد وبه كان يكنى وأمه بنت محمية بن جزء الزبيدي وهشام وهاشم وعمران وأم إياس وأم عبد الله وأم سعيد وأمهم أم هاشم الكندية من بني وهب بن الحارث قال وأخبرنا محمد بن عمر قال أسلم عبد الله بن عمرو قبل أبيه قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن عمرو قال استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة ما سمعته منه قال فأذن لي فكتبته فكان عبد الله يسمي صحيفته تلك الصادقة قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا إسحاق بن يحيى عن مجاهد قال رأيت عند عبد الله بن عمرو صحيفة فسألته عنها فقال هذه الصادقة فيها ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه فيها أحد قال أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن رافع عن خالد بن يزيد الإسكندراني قال بلغني أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال يا رسول الله إني أسمع منك أحاديث أحب أن أعيها فأستعين بيدي مع قلبي يعني اكتبها قال نعم قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا مسعر بن كدام عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أنبأ أنك تقوم الليل وتصوم النهار قال قلت إني أقوى قال فإنك إذا فعلت ذلك هجمت العين وتنفه النفس صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر أو كصوم الدهر قال قلت إني أجد قوة قال فصم صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سليمان بن حيان قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عبد الله بن عمرو بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فإن لجسدك عليك حظا وإن لزوجك عليك حظا وإن لعينيك عليك حظا صم وأفطر صم من كل شهر ثلاثة فذلك صوم الدهر قال قلت يا رسول الله إني أجد بي قوة قال صم صوم داود صم يوما وأفطر يوما قال فكان عبد الله يقول فيا ليتني أخذت بالرخصة قال أخبرنا محمد بن مصعب القرقساني قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل قال قلت يا رسول الله بلى قال فقال صم وأفطر وصل ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام قال فشددت فشدد علي فقلت يا رسول الله إني أجد قوة قال فصم من كل شهر ثلاثة أيام فقال فشددت فشدد علي فقلت يا رسول الله فإني أجد قوة قال فقال فصم صيام نبي الله داود لا تزد عليه قال قلت يا رسول الله وما كان صيام داود عليه السلام قال كان يصوم يوما ويفطر يوما قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب أن سعيد بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أخبراه ان عبد الله بن عمرو بن العاص قال أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول لأصومن الدهر ولأقومن الليل فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت الذي تقول لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت قال قد قلت ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لا تستطيع ذلك فأفطر وصم ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قال قلت إني أطيق أفضل من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صم يوما وأفطر يومين قال إني أطيق أفضل من ذلك فقال لا أفضل من ذلك قال أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي من باهلة قال حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار قال قال عبد الله بن عمرو لما أسن ليتني كنت أخذت برخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان من تلك الأيام يوم من أيام التشريق فدعاه عمرو فقال هلم الى الغداء قال إني صائم قال ليس لك ذلك لأنها أيام أكل وشرب قال وسأله كيف تقرأ القران قال أقرأه كل ليلة قال فلا تقرأه في كل عشر قال أنا أقوى منذلك قال فاقرأه في كل ست قال أخبرنا محمد بن بكر البرساني قال حدثنا بن جريج قال أخبرني سعيد بن كثير أن جعفر بن المطلب أخبره أن عبد الله بن عمرو بن العاص دخل على عمرو بن العاص في أيام منى فدعاه الى الغداء فقال إني صائم ثم الثانية فكذلك ثم دعاه الثالثة فقال لا إلا أن تكون سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا عبيدة بن حميد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن عمر في كم تقرأ القران قال قلت في يوم وليلة قال فقال لي ارقد وصل وصل وارقد واقرأ في كل شهر فما زلت أناقضه ويناقضني حتى قال اقرأه في سبع ليال قال ثم قال لي كيف تصوم قال قلت أصوم ولا أفطر قال فقال لي صم وأفطر وصم ثلاثة أيام من كل شهر فما زلت أناقضه ويناقضني حتى قال لي صم أحب الصيام الى الله صيام أخي داود صم يوما وأفطر يوما قال فقال عبد الله بن عمرو فلأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم حسبته قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش عن خيثمة قال انتهيت الى عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يقرأ في المصحف قال فقلت أي شيء تقرأ قال جزئي الذي أقوم به الليلة قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا بن المبارك عن الأوزاعي قال حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن عمرو لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل قال أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا هشام الدستوائي عنيحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين معصفرين فقال إن هذه الثياب ثياب الكفار فلا تلبسها قال أخبرنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا إبراهيم بن نافع قال سمعت سليمان الأحول يذكر عن طاوس قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عمرو ثوبين معصفرين فقال أمك أمرتك بهذا فقال أغسلهما يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرقهما قال أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن رشدين بن كريب قال رأيت عبد الله بن عمرو يعتم بعمامة حرقانية ويرخيها شبرا وأقل من شبر قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي ذئب قال أخبرنا عمرو بن عبد الله شويفع قال أخبرني من رأى عبد الله بن عمرو بن العاص أبيض الرأس واللحية قال أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد قالا حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد عن العريان بن الهيثم قال وفدت مع أبي الى يزيد بن معاوية فجاء رجل طوال أحمر عظيم البطن فسلم ثم جلس فقال أبي من هذا فقيل عبد الله بن عمرو قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه وصف عبد الله بن عمرو فقال رجل احمر عظيم البطن طوال قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال حدثنا حوشب قال حدثنا مسلم مولى بني مخزوم قال طاف عبد الله بن عمرو بالبيت بعدما عمي قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن الحسن عن شريك بن خليفة قال رأيت عبد الله بن عمرو يقرأ بالسريانية قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عبد الله بن أبي مليكة قال كان عبد الله بن عمرو يأتي الجمعة من المغمس فيصلي الصبح ثم يرتفع الى الحجر فيسبح ويكبر حتى تطلع الشمس ثم يقوم في جوف الحجر فيجلس اليه الناس فقال يوما ما أفرق على نفسي إلا من ثلاث مواطن في دم عثمان فقال له عبد الله بن صفوان إن كنت رضيت قتله فقد شركت في دمه وإني آخذ فأقول أقرضه الله في هذه الليلة فيصبح في مكانه فقال بن صفوان أنت امرؤ لم توق شح نفسك قال ويوم صفين قال أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا نافع بن عمر عن بن أبي مليكة قال قال عبد الله بن عمرو ما لي ولصفين ما لي ولقتال المسلمين لوددت أني مت قبله بعشر سنين أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم وما رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئا من ذلك قال نافع حسبته ذكر أنه كانت بيده الراية فقدم الناس منزلة أو منزلتين قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا حدثنا مسعر قال حدثنا زياد بن سلامة قال قال عبد الله بن عمرو لوددت أني هذه السارية قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا السري بن يحيى عن الحسن قال ربما ارتجز عبد الله بن عمرو بن العاص بسيفه في الحرب قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا القاسم بن الفضل قال حدثنا طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي قال كان عبد الله بن عمرو إذا جلس لم تنطق قريش قال فقال يوما كيف أنتم بخليفة بملكك ليس هو منكم قالوا فأين قريش يومئذ قال يفنيها السيف قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن عبد الله بن بريدة عن سليمان بن الربيع قال انطلقت في رهط من نساك أهل البصرة الى مكة فقلنا لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحدثنا إليه فدللنا على عبد الله بن عمرو بن العاص فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة قال فقلنا على كل هؤلاء حج عبد الله بن عمرو قالوا نعم هو ومواليه وأحباؤه قال فانطلقنا الى البيت فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية بين بردين قطريين عليه عمامة ليس عليه قميص قال فقلنا أنت عبد الله بن عمرو وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل من قريش وقد قرأت الكتاب الأول وليس أحد نأخذ عنه أحب إلينا أو قال اعجب إلينا منك فحدثنا بحديث لعل الله أن ينفعنا به فقال لنا ممن أنتم فقلنا من أهل العراق فقال إن من أهل العراق يكذبون ويكذبون ويسخرون قال قلنا ما كنا لنكذبك ولا نكذب عليك ولا نسخر منك حدثنا بحديث لعل الله أن ينفعنا به فحدثهم بحديث في بني قنطور بن كركر قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا الفرات بن سليمان عن عبد الكريم عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يضرب فسطاطه في الحل ويجعل مصلاه في الحرم فقيل له لم تفعل ذلك قال لأن الأحداث في الحرم أشد منها في الحل قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا حبان بن علي عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن عمرو قال لو رأيت رجلا يشرب الخمر لا يراني إلا الله فاستطعت أن أقتله لقتلته قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار قال باع قيم الوهط فضل ماء الوهط فرده عبد الله بن عمرو بن العاص قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا أسامة بن زيد عن عبد الرحمن بن السلماني قال التقى كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو فقال كعب أتطير قال نعم قال فما تقول قال أقول اللهم لاطير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا رب غيرك ولا حول ولا قوة إلا بك فقال أنت أفقه العرب إنها لمكتوبة في التوراة كما قلت قال أخبرنا محمد بن عمر قال توفي عبد الله بن عمرو بن العاص بالشام سنة خمس وستين وهو يومئذ بن اثنتين وسبعين سنة وقد روى عن أبي بكر وعمر بني جمح بن عمرو‏.‏